الحداثة ... في السينما العراقية

رغم المتغيرات التي عصفت بالسينما العراقية وما لحق بها من ويلات وانتكاسات على مر السنوات الماضية ، ورغم التقدم البطيئ الذي احرزته بعض الاعمال هنا وهناك بما تمتلكه من تراكم خبرات وحصانه في الموروث والتراث ، يدفعنا الى ان ننظر للسينما العراقية بنظرة
شمولية غير مبهمة او مقيدة وبجدية واكثر فاعلية ، وحتى ننهض بالواقع السينمائي من جديد
وبخطى ثابته ،علينا جميعا ان نظافر ونوحد جهودنا وكل من موقعه

فالدولة مثلا يجب عليها اعادة الحيوية والرونق الاصيل الذي تغيب في السينما العراقية
،ليس من خلال الانتاج السينمائي ،فلا احد يرغب في ان يجعل الرقيب يعود منتجا ، بل عن
طريق آلية حضارية تنمي وتشجع النماذج الجيدة والجادة ، مبتعده عن التدخل في الانتاج
وتنظيم العملية السينمائية ، بالاضافة الى دورها في نشر الكتب السينمائية ، ودعم
المهرجانات ، وفتح الابواب امام كل التجارب ونقاشها وابداء الاراء فيها ، وان لا تبخل
بكافة امكانياتها ، وعليها فهم السينما وما تلعبه من دور كاداة مهمة من ادوات التخاطب
بين الشعوب 0 وكذلك نوجه الاهتمام الى دور رجال الاعمال والاغنياء فعليهم تشجيع الفن
والابداع عوضا عن مفاهيم الدم والسلاح كونهم يدركون جمال السينما وروعتها وتاثيرها ،
فالكلمة تعبر عن الصورة ، والصورة تعتبر لغة من اهم لغات الشعوب 0

وياتي هنا دور المجتمع ( المتلقي ) كونه ذو مواصفات مختلفة واذواق مختلفة ، فالسينما لا
تختص بجمهور دون آخر او بطبقة معينه دون اخرى ، بل يجب ان يكون هناك استعداد حقيقي
وطبيعي لدى الجمهور في التقبل والتعامل مع كل ما يطرح في دور العرض من تجارب، والذي
يقدم هو لهم ومعبرا عن ميولهم وطموحهم وآمالهم 0

ولعل من اهم الادوار تلك التي تقع على عاتق الفانانين وبالخصوص ( المخرجون السينمائيون
) فرغم جهودهم الحثيثة في الابداع والتالق وما حازوه ، لكن لحد الان لم يجدوا ما يميزهم
، ولم يجدوا ما ينهض السينما العراقية، وكيفية التاثير بالواقع السينمائي باستنادهم على
الثقافة التي صنعتها الاجيال المتعددة من المبدعين في الماضي والبقاء عليها دون التجديد
، لذلك عليهم ان يبتكروا او يصنعوا لغة جديدة من الحوار تخاطب جميع الطبقات وبشرائحها
المختلفة وتحاكي جميع العقول وعلى مختلف المستويات لتضفي جانب المتعة الى جانب الحداثة
، ذات ايقاع حركي متصاعد يعتمد على المشاهد القصيرة المشبعة بالتاثيرات الصورية
والصوتية، على غرار مخرجي العالم الذين تركوا بصماتهم واضحة على الساحة ، فاننا نطمح
الى حداثة الرؤية وحداثة الفكرة وحداثة التعبير ، لكي نتواصل مع التقدم الحاصل في
الجوانب العلمية والفنية من خلال الغاء الزمن الثابت والبعد الاحادي ونعطي الفرصة لكي
يلعب المنظور السينمائي دوره في تفعيل مخيلة المشاهد 0

فمهما تغيرت الادوار ومهما كان حجمها علينا ان نوحد جهودنا جمهور وفنانين لفتح
المجال امام الرواد والشباب وبحرية كاملة لتقديم نتاجاتهم ، فالعالم متشوق لمعرفة
الكثير ، ومعرفة اين وصلت السينما العراقية 0

تحياتي nbnbn

عاشت ايدج على الموضوع

هلا بيك

وهلا بالمهلي

» الكبسة العراقية