عبدالباسط سلمان يخرج فيلماً كارتونياً بمواصفات عالمية

الفن السينمائي في العراق حاله كحال الفنون الاخرى باعتبار الفن انعكاسا لبنية المجتمع الاقتصادية والسياسية والثقافية- يعاني توقفا وركودا وسط غياب شبه كامل لمؤسسات حكومية او شركات انتاج اهلية عدا محاولات هنا ومغامرات هناك لسينمائيين ينحتون في جلمود الراهن لانجاز افلام عراقية ربما تؤسس لنهضة سينمائية قادمة، المخرج عبدالباسط سلمان..
السينمائي والاكاديمي الاعلامي واحد من هؤلاء فهو لم يتعكز على مكانته الاكاديمية (يحمل شهادة الدكتوراه واستاذ مادة السيناريو في كلية الاعلام) حاله كحال عشرات من حملة الشهادات العليا في الحقل السينمائي (اخراجا، تصويرا، انتاجا...الخ) بل راح يترجم رؤاه عمليا فأخرج ثلاثة افلام قصيرة وفيلماً كارتونياً لافتاً ((قوس قزح.. خارج الحرب)) الذي حقق حضورا طيبا في داخل البلد وخارجه واشرف على اكثر من اربعين فيلما لطلبة المرحلة الثانية في كلية الاعلام ولديه الكثير من المشاريع التي يعمل على بعضها ويحضر للاخرى.
بكلفة قليلة ومواصفات عالمية
يقول عبدالباسط عن فيلمه ((قوس قزح.. خارج الحرب)) الفيلم انتج بظروف عجيبة ونفذ بالحاسوب وقد لا يصدق البعض انه انجز بكلفة لا تزيد على الفي دولار وبأربع حاسبات عادية ورغم ان عملية انتاج فيلم كارتوني ليست بالسهلة فانت تحتاج الى 24 صورة في الثانية اي حوالي 2040 في الدقيقة وفي تسع دقائق مطلوب منك 18360 صورة وهذا ليس بالجهد القليل ومع ذلك استطعت ان اقدم فيلما بكلفة متواضعة مع العلم ان الفيلم يمتلك مواصفات عالمية فقد لاقى قبولا واستحسانا في مهرجانات عربية واوروبية.
دعم المحاولات الفردية
يعتقد د. عبدالباسط سلمان انه لا يكفي انتاج فيلم لعدي رشيد او محمد الدراجي او عبدالباسط لنقول هذه سينما عراقية السؤال الاكثر حرجا وماذا بعد، ماذا بعد غير صالح للعرض او قوس قزح.
الافلام الكبيرة في مشهدية السينما العالمية والعربية تديرها مؤسسات كبيرة (الفنانون المتحدون، بايرمونت، نيورسفال، شركات الانتاج المصرية، استوديو مصر، شركة الفنانين المتحدين)، بدون مؤسسة داعمة لا يمكن اقامة سينما وهي عندي لا تعني الحكومية بل القطاع الخاص لان الاستثمار بالسينما مريح، قد تبدو تجربة المؤسسة في العراق محبطة ذلك بسبب الهيمنة الايديولوجية على كل ما هو فني فصرفت اموال طائلة على افلام ربما اساءت لتاريخنا الوطني (المسألة الكبرى، الايام الطويلة، القادسية) السينما اليوم في اميركا والهند ومصر تعتبر من الايرادات المهمة للدخل وهي مشروع استثماري ممتاز.
تجارب انتاجية قديمة
لدينا تجارب انتاجية ابان الثلاثينيات والاربعينيات استطاعت ان تثبت حضورا طيبا وكان رأس المال اليهودي يمول بعضها على اعتبارها فنا جديدا وحقلا بكرا للانتاج، يواصل عبدالباسط، لكنها لم تستطع الاستمرار، بل ان بعضها انتهى نهاية مأساوية مثل شركة استوديو بغداد حينما اتهموه بالعمالة إذ بيعت محتوياته وانتهت تجربته الرائدة وكذلك بعض الشركات الاخرى التي لم تستطع الصمود كثيرا الى ان تأسست مصلحة السينما والمسرح وفيما بعد المؤسسة العامة والمسرح وشركة بابل، على اية حال لا يمكن ان تقوم قائمة السينما بدون شركات انتاج متخصصة ومؤسسات داعمة.
جعفر علي وفهم السينما
يستذكر د. عبدالباسط تجارب الرواد ويقول: لدينا تجارب كبيرة ومؤثرة في السينما مثال تجربة جعفر علي عملاق السينما العراقية الذي انجز الجابي والمنعطف ونفط سبعين وكتابه المهم عن "فهم السينما" الذي يعد مرجعا ليس للعراقيين وحسب بل حتى للعرب وصاحب حداد المتمرس.
واحدة من اهم الدروس المستخلصة هي تأسيس مؤسسات وشركات انتاج يديرها مختصون فلا يكفي ان تكون هنالك مؤسسات او شركات ويديرها اناس بعيدون عن السينما وما من شك ان العملية السينمائية ذات بعد تجاري، تخيل عندنا ثلاثون (مول) في بغداد وفي كل مول دار عرض وعندها ستكون ثورة سينمائية كبيرة.
السينما الرقمية تعد فتحا في مديات صناعة السينما المعاصرة ويرى د. عبدالباسط ان الكاميرا الرقمية ممكن ان تنتج من خلالها افلاماً بالغة الجودة وبأقل الكلف وهذا ما ادعو له إذ ممكن تشكيل فريق عمل متناغم وبكاميرا ديجتيل يمكن انتاج افلام تتناسب مع ظرفنا الراهن والحقيقة نجحت مع طلابي بانتاج اكثر من ثلاثين فيلما بعضها ذات مستوى معقول ولدينا اكثر من مشروع في هذا الاتجاه معظم الافلام الكبيرة في العالم تعتمد هذه التقنية فلا يخلو فيلم منها في هذا الوقت وهذا لا يعني فقرا جماليا بل افاقا غير متوقعة.
يعيب د. عبدالباسط سلمان على السينما اهتمامها بما هو صوتي على حساب البصري فاشاعت ثقافة صوتية مما ولد متلقياً لا يهتم كثيرا بما يرى من اتجاهات كثيرة فاضافة الى الحوار هنالك مهندس المناظر الموسيقى التصويرية، المكياج ...الخ فاحيانا يهتم المخرج بجانب معين وربما يبدع بجانب اخر لذلك ترى في توزيع الجوائز جائزة للموسيقى وجائزة للتمثيل واخرى للمكياج وللديكور...الخ.
مشاريع قادمة
يطمح د. عبدالباسط سلمان الى انجاز مشاريع كثيرة منها افلام وثائقية واخرى روائية بعضها تم تصوير اجزاء كبيرة منه وبعضها الاخر في طور التحضير والدراسة، هنالك فيلم سينمائي كبير بالتعاون مع سينمائيين مصريين ولدينا مشروع اخر عن الفنانين التشكيليين العراقيين.

كانت هنا
مياوي

مشكووووووووووورة على الموضوع

عفوا

خلي يسون عدنان ولينا الجزء الثاني