الــــــــكذبــــــــــ

" كراهة الرب شفتا كذب اما العاملون بالصدق مرضاته " ( ام 12 : 22 ) .

الكذب : هو ان يتكلم الانسان بخلاف الواقع مع العلم به ، و قد يكذب الانسان عادة لإخفاء الذنوب و الخطايا الاخرى فيجر معه الحلف الباطل و النزاع و الخصام و انواع كثيرة من الرذائل . و قد يدفع الانسان للكذب من اجل نفع شخصي او الرغبة في المزاح او بسبب حالة نفسية ولا شعورية خارجة عن الإرادة على اية حال اياً كان الدافع للكذب هو شر و خطيئة لأنه يتنافى مع شريعة الكمال و المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ولا تفرخ بالإثم و من يكذب يرتكب خطيئة ضد الله و ضد من يكذب عليه ، و ضد ذاته المخلوقة على صورة الله و مثاله .
و قد نهى الرب عن الكذب منذ القدم بقوله " لا تسرقوا و لا تكذبوا ولا تغدروا احدكم بصاحبه " ( لاو 19 : 11 ) و في العهد الجديد نقرأ " اطرحوا عنكم الكذب و تكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لأننا بعضنا اعضاء البعض " ( اف 4 : 22 – 25 ) . و يكفي لإظهار خطورة الكذب و بشاعته ان الكاذب ينتسب للشيطان بل يعتبره ابنا له " لأنه كذاب و ابو الكذاب " ( يو 8 : 44 ) .
و لا تقر المسيحية الوانا مختلفة للكذب فليس هناك كذب ابيض كما يدعي البعض ن ولا يوجد مبرر للكذب مهما كان الدافع اليه مستقيما او مقدسا ، فالغاية لا تبرر الوسيلة ،فلا تحفظ فضيلة على حساب فضيلة اخرى ، ولا يمكن ان تحل مشكلة على اساس الكذب فحلها سيكون وقتيا .
و اما عقوبة الكذب فأما ان تكون زمنية اي يفتضح امره فيفقد تقدير الناس و ثقتهم به . و اما يكون عقابا ابديا للذين لا يتوبوا عن خطيتهم فيكون نصيبهم البحيرة المتقدة بالنار و الكبريت ( رؤ 21 : 8 ) .